mardi 27 septembre 2016

تمهيد نقطة تحول

في أحد أيام الصيفية لسنة 2015، نشرت منظمة World Learning Algeria إعلان بخصوص دورة تدريبية خاصة ب "مستشار مهني تمهيد". 

أعجبتني الفكرة لإن كنت بحاجة ماسة لتدريب كهذا كوني متخرجة حديثا.
 
كما كنت أود إدارة مساري المهني المجهول وقتها.  
هل أكمل دراسة في الجزائر وفي الخارج؟
 هل أبحث عن عمل؟ 
هل أنشئ مشروعي الخاص؟ 
أسئلة لا تفارق ذهني وتعود لتراوديني كل مرة عند كل مفترق طرق إلى يومنا هذا." وهذا طبيعي"

اتصلت بصديقتي أمينة واقترحت عليها أن نسجل قالت لي حسنا دعيني أرى شروط التسجيل ثم أطلعك على قراري.

عاودت الاتصال بي لاحقا .
قائلة " سلمى هل قرأت الشروط جيدا، المطلوب أصحاب خبرة بين 3 و5 سنوات أية خبرة لدينا نحن أنا طالبة وأنت متخرجة"

أجبتها بالحرف الواحد "ليس لدينا ما نخسر فلنجرب. يكفي إرسال إيميل مرفق بسيرة ذاتية ورسالة تحفيزية "

والمفاجأة

قبل التحاقنا طلب منا اجتياز اختبار تمهيد في بوابة الجزائر تعمل. كان اختبار ممتع يحتوي على تقييمات نفسية ولغوية.

تم قبولنا في البرنامج والتحقنا به أنا وصديقتي أمينة. هاته الأخيرة كانت فضولية لتعرف لماذا اختيرت كونها أصغر واحدة في المجموعة وعلى حسبها بدون خبرة تذكر.

فسألت أمينة مدربتنا الخبيرة لطيفة دهان قائلة: "كيف تم إخياري في البرنامج وأنا ليست لدي خبرة عمل؟ "

فردتنا مدربتنا لطيفة دهان قائلة: "بلى لديك خبرة عملية لا نك قمت بتربصات وأنشطة تطوعية خلال دراستك وهذا يكفي لتكوني مرشحة "

أول درس تعلمته  
عندما يقال لي"ndk expérience 3" أجيب "نعم" لإن "قمت بمشاريع في المدرسة وتربصات في المؤسسات، شاركت في أنشطة النوادي والمشاريع التطوعية شاركت في فعاليات ومؤِتمرات محلية ووطنية مع أن لم أكن موظفة يومها "

ثاني درس تعلمته 
"لا نخسر أبدا إذا جربنا و هذا ما أقوله لزملائي الباحثين عن عمل والذين لا يقدمون لوظيفة معينة بسبب كلمة خبرة أقول لهم دوما لا يهم و قل لي من فضلك ماهو أسوء شيء سيحدث إذا قدمت لوظيفة تحتاج خبرة و أنت ليس لديك، الاحتمال الأول قد يتجاهلون عرضك، الاحتمال الثاني قد يطلبوك لمقابلة عمل ثم يقررون إن كنت مناسب للوظيفة ، الاحتمال الثالث قد يقبلونك فعلا للوظيفة "
كم أعشق مقابلات العمل أنها مدرسة حقيقية لاكتشاف الذات
ثالث درس تعلمته 
"خدعوك فقالوا النوادي والأنشطة التطوعية مضيعة للوقت"

كان برنامج مكثف تعلمنا خلال 4 أيام كمية هائلة من المعلومات عن :

اختبار تمهيد وكيف نستعمله في توجيه الشباب

تعرفنا على العوامل المِؤثرة في اختيار المسار المهني وبعض العوامل المدمرة في اختيار المسار المهني

تعرفنا على المؤِشرات المساعدة في عملية اختيار المسار المهني وكذا الخطوات التي يجب اتباعها لظفر بوظيفة وتطويرها

كيف نتعرف على أنفسنا، شخصيتنا، اهتماماتنا، كفاءتنا وأهدفنا

تعرفنا أيضا على مختلف الوظائف بما لها من مميزات ومتطلبات تجعلها مناسبة لشخص "س" غير مناسبة لشخص "ع"

في اليوم الأول من البرنامج التدريبي طلبت لطيفة منا. الإجابة عن السؤال الاتي:

ما هي توقعاتنا من تدريب مستشار تمهيد؟

فكانت إجابتي كالاتي:
أهدافي على المدى القصير أي يوم 23 أوت 2015:

1.      أساعد نفسي أولا على تحديد مساري المهني.
2.      أساعد غيري على تحديد مساره المهني بالمعلومات التي اكتسبتها من البرنامج.
3.      أساعد الحائزين على شهادة البكالوريا.
4.      المشاركة في الطبعة الثانية من برنامج وجهني بصفة مستشارة تمهيد
5.      توطيد علاقتي مع المشتركين بالبرنامج للتعاون في مشاريع مستقبلية.
6.      الحصول على شهادة مستشار مهني تمهيد معتمد من صلتك.
بعد سنة على مرور البرنامج أي الأن 27 سبتمبر 2016:
1.      ما زلت في رحلة البحث عن مسار مهني وأعتقد أنها لن تنته حتى اخر يوم في حياتي
2.      استمتعت بممارسة دور المستشارة مع صديقاتي في المدرسة العليا للإعلام الآلي وأقربائي
3.      استمتعت بتلقي رسائل واتصالات طلبة حائزين على شهادة بكالوريا 2016 لأساعدهم في اختيار تخصص يلاءم شخصيتهم، مهارتهم، اهتماماتهم تطلعاتهم   قبل أن يلائم معدلاتهم.
4.      كنت مستشارة تمهيد في الطبعة الثانية من برنامج وجهني أول مخيم للتوجيه الأكاديمي والمهني في الجزائر.

5.      اكتسبت عائلة جديدة اسمها عائلة تمهيد وقد كنت سعيدة برؤية معظم أعضاء فريق تمهيد في برنامج وجهني لم يترددوا أبدا في قبول دعوتي رغم انشغالهم. نحن على تواصل دائم وندعم بعضنا البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.يعني أول مشروع تحقق أتمنى أن نقوم بالمزيد من المشاريع. أنتهز الفرصة لأشكر كل من:
رتيبة دحماني منسقة برنامج تمهيد التي كانت حاضرة للإجابة عن أسئلتي وانشغالاتي عبر الإيميل والهاتف.
لطيفة دهان مدربتي ومثلي الأعلى. نعم المدربة تعلمت منك الكثير وسأبقى ألجأ إليك لأتعلم منك أكثر.
6.      بفضل الله أنا اليوم مستشار مهني تمهيد معتمد من صلتك بعد سنة من العمل التطوعي على بوابة الجزائر تعمل .الحمد لله كن لدي ما يشغلني في فترة بحثي عن وظيفة و خلال عطل العمل.
كتطلعات مستقبلية:

أمل أن تعتمد السلطات المسؤولة اختبار تمهيد أو اختبارات مماثلة في عملية توجيه الحائزين على شهادة البكالوريا في الجزائر. لإن معدل البكالوريا مؤشر غير كافي لاختيار التخصص الجامعي.  فحسب تصريح عبد المالك رحماني المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي فإن "عشوائية اختيار التخصص الجامعي للناجحين الجدد، يتسبب في كوارث للجامعات، وحسبه سجّلنا هذه السنة 150 ألف راسب في السنة الأولى جامعي، وغالبيتهم أساؤوا اختيار الاختصاص فلم يتأقلموا مع الدراسة في سنتهم الجامعية الأولى" الشروق أون لاين 15/07/2016

في أخر مقابلة عمل قمت بها. سألوني أي من هذه الدورات التدريبية قمت بها وهي المفضلة لديك قلت دون تفكير "تمهيد" لأنه التدريب الذي ساعدني على اكتشاف شغفي. وهذا لا يعني أن باقي دورات لم تكن مفيدة بل إنها ساعدتني في اكتشاف وتطوير ذاتي. لهذا أنصح كل الشباب بتجربة أشياء جديدة مثل:
الالتحاق تربص  Stage
الالتحاق بنادي الجامعة   Club
الالتحاق بمشاريع تطوعية Bénévolat
الالتحاق بدورات تدريبية Training
الالتحاق ببرامج تبادل Exchange Program
المشاركة في المسابقات Compétitions  
المشاركة في المؤتمرات Congre et Conférences

خلاصة القول

 إذا كان هناك اكتشاف يجب أن نقوم به فأنفسنا أولى به لا نها تخفي كنوز لا حصر لها والمطلوب منا البحث عنها و استغلالها لإعمار الأرض
كل منا كائن فريد من نوعه لا يوجد منه نسخة ثانية وحدنا نقرر هل نبقى مثل باقي الكائنات "إمعة" أونغوص في أعماق ذواتنا لنبحث عمن نكون حقا.